جردوها من ملابسها بل من كل شئ ثم حملوها إلى مكان مظلم !!

**Admin** الإثنين يناير 30, 2012 9:17 pm

فعلا مؤثرة وقوية ! جزاك الله
خير ا من كتبها

جردوها من
ملابسها بل من كل شئ ثم حملوها إلى مكان مظلم !!

شدوا وثاقها .
وحرموها حواسها . شعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج

في إرتفاعة وحركته . سمعت صوت حبيبها وسطهم . ماله لا
يعنفهم . ما له لا يمنعهم من أخذها صوت
الخطوات الرتيبة تمشى على تراب خشن . ونسائم فجريه باردة تلامس ثيابها البيضاء .ورغم
أنها لا ترى إلا أنها تخيلت الجو من حولها
ضبابيا . وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن
أرضا خواء مقفرة . أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على
الأرض . وسمعت إلى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع ثم حملت ثانية . وشاع السكون من
حولها . وأحست بالظلام ينخر عظامها . ومن أعلى
تناهى بسمعها صوت نشيج . انه ابنها . نعم .هو لعله آت لإنقاذها لكن . ماذا تسمع
انه يناديها بصوت خفيض : أمي ومن بين الدموع يتحدث زوجها إليه قائلا : تماسك .
إنما الصبر عند الصدمة الأولى . أدع لها يا بني .هيا بنا .

غليت
غصة . وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى . فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما
: إن لله وإنا إليه راجعون ..كان هذا أخر ما سمعته منه . ثم دوى صوت حجر رخامي سقط
من أعلى لسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصورة والنور . والحياة صوت الخطوات
تبتعد . إلى أين أين تتركوني كيف تتخلوا عنى في هذه الوحدة وهذه الظلمة نظرت حولها فإذا هي ترى.. ترى آي شئ تستطيع أن
تراه في هذا السرداب الأسود أن ظلمته ليست
كظلمة الليل الذي اعتادته فذالك يرافقه
ضوء القمر وشعاع النجوم فينعكس على الأشياء والأشخاص

أم هنا فإنها لا تكاد ترى يدها. بل إنها تشعر
بأنها مغمضة العينين تماما .تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما عنها .
فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم . كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب
الظلام والوحدة لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف حدقت فيما خلفها برعب هائل . فرأت ما
لم تره من قبل .رأت الهول قد تجسد في صورة كائن . لكن كيف تراه رغم الحلكة قالت بصوت مرتعش : من
أنت

فسمعت صوتا عن يمينها يدوى مجلجلا : جئنا نسألك
التفت . فإذا بكائن أخر يماثل الأول ..

صمتت في عجز . تمنت أن تبتلعها الأرض وألا ترى
هؤلاء القوم لكنها تذكرت أن الأرض قد
ابتلعتها فعلا ..

تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لا مفر منه . فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة .فهي ميتة أصلا

من ربك ؟
ها من ربك ؟ ربى ما عبدت سوى الله
طول حياتي

ما دينك ؟ ديني الإسلام من نبيك ؟ نبي اعتصرت ذاكرتها

ما بالها نسيت اسمه ألم تكن تردده على لسانها
دائما ألم تكن تصلى عليه في التشهد خمس مرات يوميا بصوت غاضب عاد الصوت يسأل

من نبيك ؟ لحظة أرجوك .. لا
أستطيع التذكر

ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن . وراحت تهوى
بسرعة نحو رأسها .فصرخت . وتشنجت أعضاؤها .
وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها : نبيي محمد
. محمد ثم أغمضت عينيها بقوة . لكن لم يحدث شئ
. سكون قاتل فتحت عينها مستغربة فقال لها
الكائن الذي أسمة نكير أنقذتك دعوه كنت ترددينها دائما

( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )

سرت قشعريرة في بدنها أرادت أن تبتسم فرحة
لكنها لم تستطع . ليس هذا موضوع ابتسام .
يا ربى متى تنتهي هذه اللحظات القاسية .. بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين
صلاه الفجر . اتسعت عيناها . عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة .لأنة لم يجانب
الصواب . دفعها أمامه .أرادت أن تبكى فلم تجد للدموع طريقا . سارت أمام منكر و
نكير في سرداب طويل حتى وصلت إلى مكان أشبة بالمعتقلات . شعرت بغثيان . وتمنت لو يغشى
عليها لكن لم يحدث هذا فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب . في كل بقعة كان هناك
صراخ ودماء . عويل وثبور . وعظام تتكسر . وأجساد تحرق . ووجوه قاسية نزعت من
قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء . دفها الملكان من خلفها فسارت وهى تحس
بأن قدميها تعجزان عن حملها . وإذا بها تقترب من رجل مستلقي على ظهره . وفوق رأسه
تمام يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة
الصلبه . يحمل حجرا ثقيلا . وأمام عينيها ألقى الملك الحجر على رأس الرجل . فتحطم
وأنخلع عن جسده متدحرجا . صرخت . بكت . ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها وسرعان ما عاد الرأس إلى صاحبة . فعاد الملك إلى
إسقاط الصخرة عليه هنا قيل لها هيا . استلقى إلى جوار هذا الرجل

ماذا ؟
هيا دفعت في عنف فراحت تقاوم . وتقاوم .
وتقاوم . لا فائدة .أن مصيرها لمظلم . مظلم حقا . استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها
. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة . لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة
. ألا يا ليتها دعت في رخائها . يا لتها دعت في دنياها . ليتها تعود لتصلى ركعتين .
ركعتين فقط . تشفع لها

نظرت إلى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .
رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها :

هذا عذابك إلى يوم القيامة . لأنك كنت تنامين
عن فرضك

ولما استبد اليأس بها . رأت شابا كفلقة القمر
يحث الخطى إلى موضعها ساورها شعور بالأمل
. فوجهه يطفح بالبشر وبسمتة تضئ كل شئ من حوله .

وصل الشاب ومد يده يمنع الملك

فقال له
ما جاء بك ؟ أرسلت لها . لأحميها وأمنعك

أهذا أمر من الله عز وجل ؟ نعم

لم تصدق عيناها . لقد ولى الملك . أختفي . وبقى
الشاب حسن الوجه . هل هي في حلم مد الشاب
لها يده فنهضت و سألته بامتنان من أنت ؟

أنا دعاء
أبنك الصالح لك . وصدقته عنك منذ أن مت
وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالإستجابه والمجئ إلى
هنا .

أحسست بمنكر ونكير ثانية . فالتفت اليهما فإذا
بهما يقولان أنظري . هذا مقعدك من النار . قد أبدله الله بمقعدك من الجنة .

وولد صالح يدعو له

عسى الله أن يمنع عنك عذاب القبر وأن يرزقك بدعوة صالحة تنقذك من يد
ملائكة العذاب

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
1	2	3	4	5	6	7
8	9	10	11	12	13	14
15	16	17	18	19	20	21
22	23	24	25	26	27	28
29	30